إيلاف : ملف عن عيد الحب : هل عرفت للحب لون من قبل .
إذا لم تكن عرفت لون الحب يمكنك أن تنزل الشوارع هذا اليوم لتجد الحب في كل مكان بالون الأحمر , لون الحب المميز .
سوف تجد القلوب تنبض بالأمل , تشتعل بالحب , في ذكري وفاة القديس الفالانتاين في 14 فبراير ، وهي مناسبة بدأت في الغرب للمحبين وللتعبير عن حبهم، وانتشرت في أنحاء العالم. ويتبادل المحبون في هذا اليوم الهدايا والورود والشيكولاتة.
سمي يوم الفالانتاين أو عيد الفالانتاين تيمنا بشهيدين مسيحيين اسمهما فالانتاين ، وقد ارتبط هذا اليوم بالحب والرومانسية منذ العصور الوسطى، وذلك بعد أن انتشرت فكرة الحب الغزلي . و في هذا اليوم يتم تبادل الرسائل الغرامية، وكروت المعايدة ذات الطابع الرومانسي. وبالنسبة لرموز الفالانتاين في العصر الحديث فهناك القلب و الكيوبيد المجنح، ويتم تبادلها مع الرسائل الغرامية.
ومنذ القرن التاسع عشر انتشرت الرسائل التي تكتب باليد ويتم تبادلها بين الأحباء وأصبحت توزع بالملايين. وقد قدرت جمعية كروت التهنئة أن عدد الكروت التي يتم تبادلها في جميع أنحاء العالم في عيد الفالانتاين وصل الي بليون كارت تقريبا، مما يجعل عيد الفالانتاين رقم اثنين بعد احتفالات رأس السنة الميلادية فيما يتعلق بعدد كروت التهنئة المتداولة، وقد قدرت الجمعية أن النساء يقمن بشراء حوالي 85% من جملة كروت الفالنتاين .
لذلك توجهنا إلي أحد محلات بيع الهدايا لمعرفة ما هو الجديد في أحد المولات التجارية وهو متخصص فى بيع الهدايا وكتابة أسماء المحبين .
غادة عادل قالت لإيلاف اعمل بالمحل منذ اربع سنوات وهى مهنتى التى أحبها ورغم الصعوبات
التى واجهتنى فى البداية حيث يأتى الى البعض لياخذ رأيي فى الهدية التى سيجلبها لحبيبته وما إلي ذلك الا اننى مع الوقت استطعت التاقلم مع الوضع واصبحت الاكثر خبرة بين زميلاتى فى المهنة وعن اكثر الهدايا التى يطلبها المحبين في هذا اليوم ردت بثقة الدباديب فهى رمز للحب الجديد
سألتها عن وجود مواسم للبيع قالت أن المحبين حولنا طول العام ولكن بالطبع هناك مواسم يكثر الطلب فيها على الهدايا واشهرها بالطبع عيد الحب ورغم ان الحب من طرفان الا ان اغلب المشترين فتيات ونادرا ما يأتي احد الشباب طالبا هدية لحبيبته وبالتاكيد اكثر ما يلفت الانتباه هو الدبدوب الأحمر الكبير يليه البمبى ورغم انه ظهر حديثا منذ سنتان الا ان الاحمر هو الأكثر طلبا
كما انه مناسب جدا لمعظم الطبقات فاسعاره تبدا من خمسة عشر جنيها وتتدرج حتى
تتجاوز الثمانون
وعن أكثر الهدايا انتشارا هذا العام هي الأقفاص الذهبية المطرزة بالأحمر
ويتراوح ثمنها ما بين خمس وعشرون إلي مئة جنية وهى بهذا لا تصلح لكل المناسبات رغم
انها قيمة جدا .
وبسؤال إيناس محمد زميلة غادة عن الأكثر شراء للهداية قالت أن أكثر ما لفت انتباهى هنا هو ان المقبلين على عملية الشراء هم الفتيات وخاصة طلبة المرحلة الإعدادية والثانوية , ولكل منهن زوقهن الخاص فمنهم من يطلب شراء مصحف واحيانا ما تطلب منا كتابه اسمها واسم من تحب بالشمع , ولا توجد محلات للهدايا تقم بهذه العملية ولكننا تخصصنا فى كل ما يتعلق بالحب
أما الهداية التي تنصح إيناس بعدم شرائها البارفان فلقد فقدت قيمتها ولم يعد هناك إقبال عليها كذلك الشموع والفضيات .
وعن فن لف الهداية تقول الفتاتين أنه أحد أسرار تقديم الهداية فكلما كانت الهداية ملفوفة بطريقة جذابة كلما علت قيمتها , وأحينا يتجاوز لف الهدية ثمن الهدية نفسها إذا أضيف لها الأكسسورات والفيونكات الذهبية .
شباب الجزائر.. البحث عن الحب في عيد الحب
كامل الشيرازي من الجزائر : لا يختلف الاحتفال الشبابي في الجزائر بعيد الحب هذا العام عن سابقيه، بل ربما مرّ في أجواء أكثر رتابة تبعا للطقس العام الذي بات يطبع الجزائر منذ فترة ليست بالقصيرة، ورياح الخمول التي تكاد تعصف بكل ما هو جميل، وخلف هذه السوداوية التي يكافح قطاع من الشباب الغض لتبديدها، كانت المناسبة شاهدة أيضا على كثير من الشباب من الجنسين أرادوا البحث عن الحب بطريقتهم الخاصة في عيد يكفر به المجتمع الجزائري ويعتبره مفسدة لأخلاق الشباب والشابات.
لا تغتصبوا أحلامنا
بحي باب الوادي الشعبي وسط العاصمة الجزائرية، التقينا بسهام (22 سنة)، لبنى (25 سنة) ونبيلة (24 سنة) هنّ صديقات يدرسن بكلية الترجمة بجامعة الجزائر، قالت كل واحدة منهنّ أنها تتفاءل خيرا بعيد الحب، وتمنّي أنفسهنّ باقتناص فرسان أحلامهنّ، بيد أنّ المراد قد يطول بلوغه، توضح سهام:"ليس من باب التجرد أو اللاكبرياء، لكن لا أجد حرجا من السعي للظفر بتوأم روحي، لعله مختبئ في مكان ما (..)، وتؤيدها نبيلة الطرح، مستغربة نظرات الريبة التي تحاصرهنّ أينما ذهبنّ، بينما ترى لبنى إنّ الهزال والبؤس اللذان باتا يلبدان سماء الجزائر، يدفعها إلى تشكيل عالمها الخاص مع حبيب يكون لها الزوج والصديق والشقيق.
ليس بعيدا، اقتربنا من كريم، إلياس، فؤاد ونبيل، صارحونا أكثر من يحتفل بعيد الحب هم طلبة الجامعات، وكشفوا أنهم سيلتقون حبيباتهم بعد الغداء ويحتفلون سوية بالموعد، وردا على ما يشكله السلوك من تحفظ اجتماعي، قال كريم محتدا وهو أكبرهم:"ليس لأحد أن يغتصب أحلامنا ويصادر حبنا"، بينما أوضح فؤاد بلهجة تبريرية للموقف:"احتفالاتنا بريئة ولا علاقة لها بالخلاعة والمجون"، وفي حي القصبة العتيق، لم يخف الشيخ أحمد اشمئزازه من مظاهر فالنتين، وأوعز متبرما:"هؤلاء يريدون تقليد شبان أمريكا وبريطانيا بأي ثمن وتحت أي تمظهر"، بيد أنّ الشاب رياض الذي سمعه، ردّ عليه:" زمانكم غير زماننا"، و"بحثنا عن الحب الصافي لا يعني تبعية لأي كان".
تكسير الطابوهات
رضوان وشلة من أصدقائه، ردّد بنبرة التمرد:"آن لنا أن نكسر الطابوهات"، وباستياء زفر جميل:"ما معنى أن نُحرم من ممارسة حقنا في الفرح، لسنا بمبتذلين أو دعاة انسلاخ"، هذان الشبان اللذان اختارا أن يلتقيا في يوم عيد الحب، بخطيبتيهما، قال إنّ جذوة اللقاء تنسيهما مآسيهما وعجزهما عن توفير مسكن يمكنهما من إتمام زواجهما بمن يحبان، في حين رأى أيمن وإيمان إنّ عيد الحب لم يعد له طعم في جزائر كل المتناقضات والأضداد، وما صار يميزه بحسبهما، لا يعدو مجرد ارتفاع ثمن الورود والشوكولاته بضعفين !
الخبير الاجتماعي مصطفى فتحي إذ يعتبر أنّ الطابوهات تساقطت فعلا منذ زمن، إلاّ أنّه يلاحظ أنّ قيمة كالحب في الجزائر باتت تترجم إلى مآس كبيرة تعكسها حالات الطلاق القياسية أغلبها لارتباطات لم تتعدّ مدتها العام.
.